في الشهور الاولى التي افتتح فيها عيادته كان زبناء الدكتور محمد البوغازي من الأطفال والنساء والشباب على حدٍ سواء. ولانه كان رجلاً نسوا فقد عمل بالتدريج على التخصص في تقويم أسنان النساء والنساء فقط. كان الدكتور البوغازي يتخذ من عيادته مكاناً لاصطياد النساء الجميلات فالاكثر جمالاً. في يومٍ من أيام الصيف جائت الى عيادته فتاةٌ في ربيع العشرين. كانت تشكو الماً في الأسنان. لما استرخت ونامت بدا له أنها استسلمت. ولما قضى وطره منها فوجئ بأنها لا تتنفس. ملفاتٌ بوليسية. قصصٌ من ملفات الشرطة المغربية. كتبها الأستاذ عبد اللطيف بوحموش. للاذاعة ويقدمها عبد الصادق بن عيسى ملفات بوليسية القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص واحياناً والأماكن وإذا ما وقع اتش أو تطابقٌ في الاسماء او الوقائع فانه من باب الصدفة ليس الا. ملفاتٌ بوليسية. جرعةٌ قاتلة. اختار الدكتور محمد البوغازي الاستقرار بمراكش بعد تخرجه من كلية طب الأسنان في فرنسا. منذ ان كان طالباً بكلية الطب والى أن أنهى تخصصه في تقويم الاسنان كان الدكتور البوغازي يحلم بفتح عيادةٍ له في المدينة الحمراء. كان رجلاً في حب مدينة سبعة رجال. تقويم الأسنان من الاختصاصات التي تستقطب منذ سنواتٍ اعداداً متزايدةً من الزبناء. كثيرون هم الذين لا يطيقون الاعوجاج الذي يصيب اسنانهم لأنه يشكل عائقاً يحول دون النطق السليم او فقط انهم يحلمون بابتسامةٍ تضاهي تلك الثغور التي يرونها في ملصقات الإشهار الخاصة بمعجون الأسنان. في كل الحالات ما العيب في أن تطمح فتاةٌ او شابٌ حتى الى ابتسامةٍ لا تنفر? في الشهور الاولى التي افتتح فيها عيادته كان زبناء الدكتور محمد البوغازي من الأطفال والنساء والشباب على حدٍ سواء. ولأنه كان رجلاً نسوانجياً فقد عمل بالتدريج على التخصص في تقويم أسنان النساء والنساء فقط. وبما أنه كطبيبٍ لا يحق له أن يرفض علاج مريضٍ ما فإنه للتخلص من الزبناء الذكور والأطفال كان يعمد حين اعداد البيان التقديري للكلفة الى المبالغة في الثمن. وكان ذلك كفيلاً بتوفير الكثير من الزبناء. مع مرور الوقت ذاع ان الدكتور محمد البوغازي خبير تقويم الأسنان إن هو طبيبٌ متخصصٌ في تقويم أسنان النساء. في الحقيقة ذلك ما كان يريده ويصبو اليه. ومع مرور الوقت وبالنظر الى السعر المرتفع للخدمات التي يقدمها فقد صارت زبوناته من بنات ونساء الطبقة الميسورة. لم يكن يشك في القدرات المهنية للدكتور البوغازي. خريج كلية طب الأسنان في طبيب اسنانٍ ماهر. في الواقع ساهمت وساهمت في جذب النساء إليه. ذلك ما كان يقال عنه وربما ذلك ما كان يردده هو ايضاً في قرارات نفسه. فضلا عن ممارسته مهنته كطبيب كان الدكتور البوغازي يتخذ من عيادته مكانا لاصطياد النساء. الجميلات الاكثر جمالا الشابات الأكثر شبابا. الطبيب الذي لم يتزوج وهو الآن في مستهل العقد الرابع من عمره لم يكن يفرق بين عازبةٍ أو متزوجةٍ أو مطلقة. وكثيراتٌ هن اللواتي وقعن في شباكه. لعل البعض منهن من العازبات خاصة كن توقن الى استمالة قلبه والانخراط في علاقةٍ معه تنتهي في القفص الذهبي. ربما. ولكن لم يكن يبقي على صلته بالواحدة منهن سوى لبضعة أشهر في اغلب الحالات بضعة أسابيع. كان يدير ظهره للواحدة منهن بعد أن يقضي وطره منها. كثيراتٌ هن ايضاً اللواتي حاول ايقاعهم في حباله فاصطدم برفضهن اللواتي هن من تلك الطينة كان يعجل بالتخلص منهن فيرفع بشكلٍ خرافيٍ الكلفة المتوقعة. أخطر مما سبق أن هذا الطبيب لم يتردد في مراتٍ كثيرة في زيادة كمية المخدر الذي كان يستعمله الى حد تنويم زبونةٍ قد اشتهاها. لما يأخذها الدواء المخدر وتنام عميقاً يغتصبها. كان وهو يقترف جرائمه يأخذ كل الاحتياطات ويحرص على أن لا يترك اثراً أو حجة. كان يستعمل العازل. ولما تستيقظ فريستها فانها حتى لو شكٌ في أنها قد تكون تعرضت لانتهاك حرمة جسدها. فإنها وهي تتحسس المكان لا تجد اثراً. ولأنه عاد الكاتب كان يعمل بمفرده في العيادة فقد استطاع أن يعتدي جنسياً على زبوناتٍ كثيرات. في الخامس والعشرين من مارس عام عشرة وألفين جاءت الى عيادة الدكتور محمد البوغازي سيدةٌ متزوجة. كانت امرأةً جميلة تريد تقويم اعوجاجٍ بسيطٍ اسنانها. لما استقبلها طار عقله. لما اقتعدت كرسي التطبيب حقنها بمخدرٍ موضعي ولكنه بالغ جرعة. وما ان احس بالمرأة الجميلة وقد اصابها الارتخاء حتى شرع في فتح اقفال ملابسها. ولكنها فاجأته إذا قاومته بما بقي لديها من قوة. نهضت من الكرسي ثم سقطت على الأرض. إذ ذاك تلفع بقناع الناصح الامين. وحاول ان يوهمها بأنه عمد إلى فتح ازرار قميصها لمساعدتها على التنفس. لما لاحظ ان المخدر أثر فيها بشكلٍ تخطى الحد المطلوب كذلك زعم. لم تقتنع المرأة. هي موقنةٌ بأن الطبيب الواقف إمام كان يريد بها سوءاً. اخرجت هاتفها من حقيبتها اليدوية واتصلت بزوجها. طلبت منه ان يأتي فوراً الى عيادة الدكتور البوغازي. قالت له انها ليست بحالةٍ جيدة. ذعر الرجل وانتابه القلق. بعد نصف ساعةٍ كان في العيادة ما أن رآه الطبيب حتى بادره بالقول ان زوجته لم تتحمل جرعة الدواء المخدر وانها فقدت وعيها وانه قدم لها الاسعافات الاولية. وأنها ظنت انه يريد بها سوءاً. كان الطبيب بارعاً في التمويه براعته في تقويم الاسنان. لم يكن يشعر بأن سلوكه هو بحاجةٍ الى علاجٍ وتقويم. اقتنع زوج المرأة الجميلة بطرح الطبيب واخذ زوجته وعاد بها الى المنزل. في الثالث عشر من مايو من العام عشرة وألفين آخر النهار حلت زبونةٌ اخرى بعيادة الدكتور البوغازي. كان الجو حاراً. كانت المرأة ترتدي ملابس صيفيةً خفيفة. تعاني من المٍ رهيبٍ ناتجٍ عن تسوسٍ في أحد أطرافها. كانت ملابسها الصيفية تكشف عن بعض مفاتنها. قال للكاتبة ان بامكانها ان تنصرف. حقن جرعة من الدواء المخدر. قام بتنويمها ولما لم تعد في وعيها اغتصبها. حين استيقظت سرعان ما اكتشفت انها تعرضت للاغتصاب. كان هو قد حرص على محو كل أثر وتخلص من العازل بأن ألقى به في المرحاض أتبعه ما يكفي من الماء ليختفي. نهضت المرأة مذعورة يا لها والصدمة توجهت نحو النافذة المطلة على الشارع وبدأت تصرخ بكل ما اوتيت من قوة كانت تستغيث. تحلق جمعٌ من الناس اسفل العمارة العنا مستكشفة مصدر الصراخ. بعد وقتٍ قصير طرق باب العيادة مفتش الشرطة. جاء من الدائرة التي تقع العيادة ضمن نفوذها الترابي. توجهت اليه المرأة وقالت ان الطبيب اغتصبها وطالبت بتسجيل شكايةٍ ضده. أمام مفتش الشرطة سوى ان يطلب من الطرفين أن يرافقه إلى مقر الدائرة. استشار العميد رئيس الدائرة ممثل النيابة العامة. كان يعلم أن استعمال العازل لا يبقى اثراً واضحاً لعملية الاغتصاب. ولذلك بعث بفريقٍ لتفتيش العيادة. عاد الفريق ولم يعثر على شيء. زعم الطبيب أن المرأة ما سعت إلا إلى استرجاع ما دفعته من مال لقاء الخدمة الطبية التي تلقتها. تم تسجيل أقوال الطبيب واقوال المرأة في محضر وتم تقديمهم إلى النيابة العامة التي لم تجد في المحضر يبرر فتح متابعةٍ قضائية. وتم حفظ الملف. الذي حدث ذلك الثالث عشر من مايو كان انذاراً الى طبيب الاسنان البوغازي. كان عليه أن يتوقف ويكف عن حماقاته. صار الآن يقامر بمستقبله المهني. خلال الفترة التي أعقبت الحادث الأخير بدا وقد كف عن اغتصاب زبوناته بعد تخديرها. صار الان يكتفي بالتحرش بالبعض منهن يواقع من تقبل. في يومٍ من صيف ذلك العام جاءت الى عيادته فتاةٌ في ربيعها العشرين. كانت تشكو الماً في الأسنان جاءت تبكي فرط الالم. ناولها مهدئاً وطلب منها الانتظار. لما انصرفت من كان في العيادة أدخلها غرفة الفحص. كان جمال الفتاة لا يقاوم. حقنها بمخدرٍ اقوى من الاول وأشد مفعولاً. لما استرخت ونامت بدا له أنها استسلمت. فتح ازرار ملابسها. يومها نسي استعمال العازل. لم تكن تبدي ردة فعل. ولما قضى منها وطره فوجئ بأنها لا تتنفس. جس نبضها كانت جثةً هامدة. سارع الى كل اثرٍ للاغتصاب. اتصل بمصحةٍ قريبة طلب سيارة اسعاف. اكد له المسعفون أن الفتاة ماتت. كان ضرورياً أن يتم إخبار الشرطة. وجد طبيب الاسنان نفسه مرةً اخرى وجهاً لوجه مع العميد رئيس دائرة الامن حيث توجد العيادة. في المرة الماضية لم يكن العميد قد توصل الى ان يثبت تورط الطبيب بالرغم من انه كان شبه موقنٍ بأنه اعتدى على تلك المرأة. نقلت الجثة الى مستودع الاموات. الفحص الاولي الذي اجراه عليها الطبيب الشرعي أظهر أن الشابة فارقت الحياة نتيجة جرعةٍ مفرطةٍ من الدواء المخدر. أظهرت الاوراق التي كانت تحملها في حقيبتها اليدوية انها تعاني من مرضٍ في القلب. في سياق التشريح أخضعت الضحية لكشط مهبلي أظهر وجود سائلٍ منوي اخذت عينةٌ منه كما أخذت عينةٌ من دم طبيب الأسنان وتم تحليلها في مختبر الشرطة العلمية. كانت النيابة العامة قد أمرت بوضع الدكتور محمد البوغازي رهن الحراسة. بعد مرور اربعٍ وعشرين ساعة. أكدت نتائج التحليلات المخبرية أن السائل المنوي الذي وجد أثره في مهبل الفتاة هو للطبيب. كان دليل ادانةٍ كافٍ. لما احضر الدكتور محمد البوغازي لاخضاعه لاستنطاقٍ معمق رأى العميد أن يتركه بما يريد لم يكن يقاطعه. ولما انهى اقواله قال له العميد اسمع يا طبيب عندي لك اخبارٌ اربعة. الخبر الاول قام الدليل على اغتصابك الضحية. الخبر الثاني انك ناولتها مادة سامة تؤدي عاجلاً إما اجلاً إلى الموت. الخبر الثالث بأنك ستتابع من أجل جنايةٍ مهدت الطريق لارتكاب جنايةٍ اخرى. وعقوبتها الإعدام. أما الخبر الرابع وهذا هو الاهم ان ضحيتك كانت حاملةً لفيروس صمت الطبيب. وفجأةً وقع على الارض مغمى عليه. ملفاتٌ بوليسية.