ملفات بوليسية بحلة جديدة ملفات بوليسية بحلة جديدة

شاهد الكلقسم 1

إعلانات في الخلاصة

ملفات بوليسية 2021

قسم 6

أخر المواضيع

الاثنين، 1 مارس 2021

نهاية البطل الخارق الحلقة الأولى أخطر الجرائم,عبد الصادق بنعيسى ملفات بوليسية 2021


لما توقف المسار الرياضي لعلال المدفع سعى أحد المشرفين على الملاكمة الى توظيفه ضمن الشرطة المغربية. تمت تعيينه في مفاوض العرائش. نحن في العام ثمانيةٍ وخمسين تسعمائةٍ والف. بعد مرور خمسة عشر عاماً على استقراره في العرائش لم يعد لديه ذاك الصيت الذي كان له. انغمس في عالم الخمور الى حد الادمان. ثم اضاف الى الخمر اصنافاً شتى من المخدر صار شخصاً غير مرغوبٍ في مجالسته. انفض من حوله من كانوا يحرصون على القرب منه. صباح السادس عشر من غشت عثر عليه جثةً هامدةً قرب الشاطئ. بالقرب من الجثة عثر على خرطوشتين فارقتهم. ملفاتٌ بوليسية. قصصٌ من ملفات الشرطة المغربية. كتبها الأستاذ عبد اللطيف بوحموش. صغار هذه الاذاعة ويقدمها عبدال بنعيشها. ملفاتٌ بوليسية القصص التي نقدم لكم من صلب الواقع. تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص واحياناً والأماكن. وإذا ما وقع تشابهٌ أو تطابقٌ في الاسماء او الوقائع فانه من باب الصدفة ليس الا. ملفاتٌ بوليسية. نهاية بطل الحلقة الاولى. يذكر الذين لهم اهتمامٌ تاريخ الملاكمة في المغرب بطلاً من خمسينيات القرن الماضي اسمه علال المدفع. يذكرون أن علال فاز ثلاث مراتٍ ببطولة المغرب وكاد يحرز لقباً عالمياً لولا أن خصمه عاجلة بضربةٍ قاضية. يقول الذين اهتموا بالمسار الرياضي للرجل أن تلك الضربة بالذات كانت خاتمة تألق علال المدفع الذي كان في جملة اسماءٍ ساهمت في التأسيس لامجاد الرياضة المغربية من أمثال العربي بن مبارك والعربي الزروالي والكرش وآخرين. لما توقف المسار الرياضي لعلل المدفع سعى أحد المشرفين على الملاكمة الى توظيفه ضمن الشرطة المغرب في الحقيقة كانت اللياقة البدنية لهذا البطل قد ساعدته على ولوج أسلاك الشرطة. كان ذا قامةٍ طويلة وبنيةٍ جسمانيةٍ قوية. بعد أن خضع لتدريبٍ لبضعة أشهر تم تعيين علال المدفع في مفوضية الشرطة نحن في العام ثمانيةٍ وخمسين تسعمائةٍ وألف كان على المدفع في ربيعه السابع والعشرين. الذي لم يكن العام ما يعلمونه عن البطل علال أنه كان يتعاطى المنشطات. كان مدمناً على تناولها حتى بعد توقفه عن الملاكمة. لعل ذلك كان يساعده في الظهور بمظهر البطل الذي لا يهزم. في الحقيقة وإن بشكلٍ غير مباشر ساعد ذلك مفوضية شرطة العرائش على استتباب الأمن. فكثيرٌ من المنحرفين والمجرمين يعلمون ما الذي يعنيه وقوع في قبضة علال المدفع. ولذلك لم يكن لهم أن يجرؤوا على تحديه. بعد مرور خمسة عشر عاماً على استقراره في العرائش. لم يعد لدى علال المدفع ذاك الصيت الذي كان له. الجيل الجديد لا يعرف عنه الكثير. وكثيرون هم الذين يصادف في طريقهم ولا يعرفونه. سارة نكرة. لم يستطع تحمل وضعه الجديد. انغمس في عالم الخمور الى حد الادمان. ثم اضاف الى الخمر اصنافاً شتى من المخدرات. صار شخصاً غير مرغوبٍ في مجالسته. انفض من حوله من كانوا يحرصون على القرب منه. حتى زوجته تخلت عنه اذ لم يكون انجب. تلاشت بنيته الجسمية التي منحته لقب المدفع. صار نحيفاً وتراجع أداؤه كشرطي. لم يعد أجره الشهري يكفيه زاد إنفاق الخمر والمخدرات. ولم يعد قادراً على دفع واجب كراء المنزل الذي كان يسكنه. قادة صاحب المنزل وحكم عليه بالإفراغ. صار مشرداً لا سكن قارة له. يتسكع في الطرقات ويقضي الليل برفقة متشردين يعاقرون ويتناولون المخدرات. وكثيراً ما تغيب عن العمل ليومٍ أو يومين. وكثيراً ما اكتشفته دوريات الشرطة ليلاً مع مجموعةٍ من المتسكعين. وبسبب الحال الذي آل إليه تقرر تعيينه في مصالح ادارية لا صلة له فيها عموم. ولما زادت هفواته وأخطائه هم المسئول الاول عن الامن في العرائش بان يطلب احالة علال المدفع على التقاعد. ولكن بعض زملائه تدخلوا المستعطفين بعد أن حصلوا على وعدٍ من علال بالإقلاع عن تناول الخمر. والتعاطي للمخدرات. و مساعدته بعدما ابدى التزاماً بوعده تم استئجار غرفةٍ له في أحد الفنادق. يتم اقتطاع كلفتها من أجره الشهري. لم يعد علال المدفع متشرداً الآن. صارت له غرفةٌ يأوي اليها. وكان زملاؤه عرضوه على طبيبٍ نفساني وصف له دواءً يساعده على التخلص من الادمان. خلال بضعة اسابيع نزعت حالة علال المدفع الى التحسن. كذلك كان يبدو الامر غير ان حدثاً هاماً جاء ليعيد علال الى ما دون المربع الأول فقد علم أن مطلقته تزوجت احد اصدقائه القدامى. كانت صدمةً قويةً تلقاها على المدفع الذي ظل مغرماً بمطلقته يهيم بها حباً عشقا. عاد إلى إدمان الخمر والمخدرات. كان يوهم نفسه بأن الإغراق في تناول المخدرات سينسيه نكبته الجديدة. عاد الى التسكع والتشرد. وتحلق حوله متشردون كثيرون كانوا يجدون في رفقته حمايةً لهم ومناعةً من الوقوع في شباك دوريات الليل التي كانت تقوم بها الشرطة.ما كان رجال الدوريات يغضون الطرف على اولئك المتسكعين حينما يجدونهم برفقة علال المدفع. كان زملاؤه يحترمون ماضيه. كانت العرائش كما مدنٍ اخرى تعاني من قلة رجال الأمن. كان الخصاص يبدو مؤثراً شكل خاص خلال العطل الصيفية. وكانت مفوضية الشرطة تلجأ خلال تلك الفترات الصعبة الى تعبئة كل مواردها البشرية. لم يكن يتاح لأجلهما الاستفادة سوى من عطلةٍ اقصاها اسبوعان. كانت مفوضية الشرطة في العرائش مضطرة الى الاستعانة بكل العناصر حتى تلك التي توجد في وضعيةٍ خاصة كما هو حال علال المدفع. كان القائمون على المفوضية يعتقدون أن علال يواظب على تناول الدواء الذي وصفه له الطبيب. كان زملاؤه يرونه يتناول حباتٍ كانت يحسبونها دواءً بينما كان هو يتناول حباتٍ مخدرة. تمت المناداة على علال وسلم مسدساً شخصياً التزم بإيداعه لدى مخازن الاسلحة عند نهاية كل يومٍ من أيام العمل. غير انه لم يوفي وظل يحمل معه مسدسه في كل الأوقات. كان يتباهى به حين يلتقي رفقته من المتسكعين. كان من حينٍ لاخر يخرج المسدس ليراه الآخرون ويوقن بأنه شرطيٌ في الخدمة. في ليلة الخامس عشر من غشت من العام وسبعين تسعمائةٍ وألف كان علال المدفع برفقة جماعةٍ من رفاقه المتسكعين بالقرب من ميناء العرائش. كانوا كذبهم يشربون الخمر ويتناولون المخدرات. بعيد العشاء جاءتهم امرأة. كانت زوجةً لصديقٍ لهم يدعى باستوس كانت تبحث عنه إذ لم يأت الى البيت منذ يومين. ولما لم تعثر عليه معهم طلبت منهم أن يدلوه على المكان الذي قد يكون فيه. قام من بين المجموعة واحدٌ يطلق على نفسه اسم لاتجودان. قال للمرأة أنه سيرا الى حيث تجد زوجها. كان علال المدفع يتابع ما يجري من زاويةٍ مظلمة. ولما رأى المرأة تتبع لاتجودان في مسالك مظلمة ايقن انه يريد اغتصابها. اقتفى أثرها. وفجأةً رآه يخرج سكيناً ويه به المرأة. كان يريد اغتصابها. اسرع الخطى وحاول أن يحول بين لاجودان والمرأة زوجة. مصراً. استغلت المرأة انشغاله بصد علال وتمكنت من الفرار. كان علال قد لتوه مسدسه وصوبه الى لاتجودان. ومع التباشير الاولى للصباح بدأ المصطافون يتدفقون على الشاطئ تم اكتشاف جثة رجل. لما حضر رجال الشرطة لم يصعب عليهم التعرف على جثة علال المدفع. كانت وسط بركةٍ من الدماء. برأسه جرحٌ غائر. حملت الجثة الى المشرحة. وقد مكنت المعاينة التي قام بها الباحثون من العثور على خرطوشتين فارغتين تحملان علامة الأمن الوطني. ايقنوا ان علال المدفع قتل بسلاحه الشخصي. لم يعثروا على المسدس. وصار على المحققين أن يعملوا على كشف حقيقة ما جرى. كان المشكل الأكبر الذي يواجهونه يتجلى في العثور على المسدس الذي قد يستعمله قاتل علال في جرائم أخرى. تم القبض على عددٍ كبيرٍ من المتسكعين. ومع ذلك لم يتم التوصل الى معرفة الذي حدث في ليلة منتصف غشت. ثلاثة ايامٍ بعد مقتل علال المدفع. في الثامن عشر من غشت ثلاثةٍ وسبعين تسعمئةٍ والف جاء الى مفوضية بالعرائش أحد المتسكعين ممن لم يتم القبض عليهم. قال إنه يريد مقابلة الشرطي علال. وكان ذلك كافياً ليتم القبض عليه وتقديمه امام عميد الشرطة. لما سئل عن السبب وراء سعيه الى مقابلة علال وقد أنه لم يكن يعلم بمقتله قال انه اراد ان يشكره على ما قام به تجاه زوجته. قص البشتوس على العميد ما روته له زوجته التي قالت إن علال انقذها من مجرمٍ كان يريد اغتصابها. رأى العميد أن في كلام الباسط نقله عن زوجته ما قد يقود الى قاتل علال المدفع والذي يحمل سلاحه الشخصي. غداً نكمل القصة. ملفاتٌ بوليسية

نهاية البطل الخارق الثانية والأخيرة أخطر الجرائم,عبد الصادق بنعيسى ملفات بوليسية 2021

ديسمبر 12, 2020

مر اسبوعان الآن على مقتل علال المدفع. لما عثر عند مدخل مدينة القصر الكبير على سائق سيارة اجرةٍ كبيرة قتيلاً داخل سيارته. عثر في السيارة على خرطوشةٍ فارغة تحمل علامات الامن الوطني. صدرت تعليماتٌ باقامة حواجز على الم الطرقية الرئيسية والتحقق من هويات كل مستعملي وسائل النقل القادمة من العرائش باتجاه طنجة او تلك المتجهة من العرائش الى القصر الكبير وسوق أربعاء الغرب بلقصيري وسيدي قاسم. ولكن تلك الحواجز لم تسفر عن القبض على المجرم الهارب يفترض المحققون ان لاجودان يتوفر الان على ست رصاصاتٍ في المسدس الذي استولى عليه بعد ان قتل علال المدفع. في الأصل كان به تسع رصاصات. واحدةٌ قتلت علال واخرى يجهل اين استقرت وثالثةٌ قتل به سائق التاكسي. يومين بعد جريمة قتل سائق التاكسي تلقت الشرطة في سوق أربعاء الغرب نداء استغاثةٍ من احدى العيادات الطبية. قالت الطبيبة ان رجلاً مسلحاً بمسدس هاجمها في عيادتها وانه اطلق رصاصةً كادت تصيب أحد مساعديها. اسرع عميد الشرطة برفقة بعض مساعديه الى العيادة. هناك عاينوا اثر الطلقة النارية على احدى الابواب. قالت الطبيبة انه رجلٌ خمسينيٌ جاء الى المصحة وطلب مقابلتي. ولما طلب منه مساعدي ان ينتظر دوره. وكان الاخير على اللائحة صار غاضباً واشهر مسدسه بل انه اطلق عليه رصاصاً لما سمعه يستنجد من داخل غرفة الراديو. اقتحم على غرفة الفحص وصوب الي مسدسه. كان في فخذه جرحٌ نتج عن اصابةٍ بالرصاص. اضافت الطبيبة لما رأيت الجرح وعلمت انه ناتجٌ عن طلقٍ ناري قلت له انني لست طبيبةً جراحة. ولكنه وضع مسدسه على صبغي. اذ ذاك اجبرني على استخراج الرصاصة التي كانت مستقرةً في فخذه. نظفت الجرح ثم اختفى. كان من حسن حظ مساعد الطبيبة انه لم يصب. وكان من حسن حظ الشرطة انها تمكنت بفضل الكاميرات التي نصبت في مدخل العيادة من الحصول على صورة لاجودان. الأنصار وجهه معروفاً. لما عرضت الصورة على المسؤول الإداري بثكنة البحرية الملكية في القنيطرة تعرف عليه. اخرج ملفه الاداري. اسمه مبارك العرقوب. كان جندياً برتبة سرجان. هو من مواليد عرباوة في العام عشرين تسعمائةٍ والف. عمل في صفوف الملكية خمسة عشر عاماً. وتمت احالته على التقاعد المبكر لعدم انضباطه وبعد ان صار مدمناً على الخمر والمخدرات. كان المحققون يقتربون منه. ولكنه واصل سلسلة جرائمه. بعد الهجوم على العيادة الطبية في سوق ارض الغرب. يفترض الآن ان بالمسدس الذي في يده خمس رصاصات. كان ضحيته التالي تاجر مواشي تتبعه في سوقٍ بناحية مولاي بوسلهام. ولما كان عائداً من السوق وقد حصل مبلغاً مالياً محترماً اعترض سبيله لاتجودان. فاجأه لما كان يهم بامتطاء شاحنته. هدده بالمسدس. ولما امتنع الرجل عن تسليمهما بحوزتهم من مال اطلق عليه عياراً نارياً. اصابه في الرأس. فقد التاجر وعيه. استحوذ لات جدان على المال ثم اختفى. لم يمت التاجر فقد تم انقاذ حياته بعد ان نقل الى المستشفى. لحسن حظه ان الرصاصة لم تخترق رأسه. بقيت مع القاتل رصاصاتٌ اربع. سار الان معه مالٌ كافٍ. توقع المحققون ان يصرفه كله او جزءاً منه في شراء الخمر والمخدرات فقد كان مدمناً. عاد الى العرائش قصد محل تاجر خمور. كان يريد ان يستضيف رفاقه من المتشردين و الهامشيين. وجد المتجر مغلقاً ولم يعد امامه من خيارٍ سوى التوجه الى حانةٍ تقع وسط دخل وطلب قنينة ويسكي. كان يريد ان يأخذها معه ولكن النادل قال له ان قانون المحل يلزمه بتناولها هناك. نشب خلافٌ بين لاجودان والنادل. أشهر مسدسه واطلق رصاصتين في الهواء ثم رصاصةً ثالثة. فاجأ ذلك الزبناء. وفي خضم الهرج تمكن أحدهم من الاتصال بالشرطة. ابلغ عن شخصٍ يهدد النادل بسلاحٍ ناري. كانت الشرطة في حالة استنفار. ولذلك لم يتأخر وصولها الى الحانة. كانت الدورية الاقرب الى المكان الاولى التي وصلت. نزل الرقيب محمد صواب من السيارة ودخل الحانة. كان لا تجدان في حالة هيجانٍ يمسك بالنادل ويهدده بالمسدس. وجد الرقيب صواب نفسه وجهاً لوجه مع المجرم. تعرف على لاجودان مبارك العرقوب. كانت صورته قد عممت على كل رجال الشرطة. لما رآه قال له ان يخرج والا رد الرقيب بان دعاه الى مواجهةٍ في الخارج ان كانت لديه بقية رجولة. استفزه وكان يريد ان يستفزه. في الحقيقة لم يتوقع الرقيب سوار ان يستجيب المجرم الهائج. فإذا به يتبعه الى الخارج. كان الرقيب يعلم ان تعزيزاتٍ من الشرطة لن تتأخر في الوصول وكذلك كان. فما ان خرج لاتجدان حتى ارتمى عليه أربعة مفتشين كانوا قد نزلوا لتوهم من سيارةٍ مموهة. تم تجريده من السلاح وتصفيده. في قائل المفوضية. لم تكن بالمسدس سوى رصاصةٍ واحدة. بعد رفع بصماته والتثبت من انه هو مبارك العرقوب بدأ استنطاقه. لم يكن يعلم كذلك قال انه يوم الخامس عشر من غشت قتل الشرطي علل المدفع. ادلى بكل التفاصيل حول جرائمه التي تسلسلت بعد ذلك. ملفاتٌ بوليسية

لغز جثة في مستودع الملابس بالثانوية قصص مستوحاة من الواقع, ملفات بوليسي 2021

اكتشف حارس ثانوية الشهيد محمد سميحة بسلام جثةً معلقةً في مستودع الملابس والمعدات الرياضية. رجح الطبيب الشرعي أن تكون الفتاة ماتت قبل عدة ساعات. اوكل الى العميد الممتاز محمد الراوي القيام بالبحث. اكتشف داخل صدريتها ورقةً طويت بعناية. أخرج الورقة بخط اليد كتب عليها والدتي العزيزة لقد ارتكبت في حق بك خطيئةً لا يمكنني ان اواجهك بها. فقررت ان اجعل حداً لهذه المهزلة بالانتحار. كانت عائشة المؤدبة الصديقة الوحيدة العتيقة. وقد صرحت بان بعض ما كتب في الورقة كان فقرةً من درسٍ في إلا الفلسفي. ملفاتٌ بوليسية. قصصٌ من ملفات الشرطة المغربية. كتبها الأستاذ عبد اللطيف بوحموش. صغها للإذاعة ويقدمها عبد الصادق بن عيسى. ملفاتٌ بوليسية. القصص التي لكم هي من صلب الواقع. تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص واحياناً والأماكن. وإذا ما وقع تشابهٌ أو تطابقٌ في الاسماء او الوقائع. فإنه من باب الصدفة ليس الا. ملفاتٌ بوليسية. درس الفلسفة. صباح الاحد الثالث عشر من يناير من العام اثنين والفين أراد حارس ثانوية الشهيد محمد سميحة بسلا أن يكسب بعض الوقت. فشرع باكراً في تنظيف حجرات الضرس بدأ بالمختبرات. ولكن صدمته كانت قوية حين فتح حمام مستودع الملابس والمعدات الرياضية. كانت هناك فتاةٌ معلقةٌ الى الرشاشة. اقترب منها فأيقن أنها ميتة. كانت الساعة تشير الى السابعة صباحا أسرع إلى مسكن المدير وطرق الباب بقوة. خرج المدير مفزوعاً كان في ملابس نومه. كان الحارس يغالب انفاسه. لم ينتظر أن يسأله المدير فقال له هناك جثةٌ معلقة في حمام مستودع الملابس. لم يستوعب الم هول ما قاله الحارس. تبعه. اكتفى بمعاينة الجثة من الباب. كان وجهها الى الجدار. اقفل الباب و التحق بمكتبه. اتصل بالشرطة بعد أقل من ساعة حضر الى الثانوية الوكيل العام للملك ورجال سلطة ورئيس ولاية الأمن. اوكل الى العميد الممتاز محمد الراوي القيام بالبحث. كان الطبيب رئيس المكتب البلدي للصحة قد رجح أن تكون الفتاة ماتت قبل عدة ساعات. تقرر نقل الجثة الى المستودع البلدي للاموات بعد أن ينهي العميد معاناته. أسند إلى أحد المتخصصين في مسرح الجريمة رصد ورفع كل اثرٍ وتصوير الجثة من زوايا مختلفة. كانت التعليمات تشدد على ضرورة فك الحبل الذي يلف رقبة الفتاة بعناية حتى يتسنى فحصه في المختبر. ما علقت به اثارٌ قد تفيد التحريات. لم تمكن المعاينة الاولية من تحديد هوية الفتاة. لم تكن تحمل عليها بطاقة هوية في حين اكتشف العميد داخل صدريتها ورقةً طويت بعناية. أخرج الورقة التي كتب عليها والدتي العزيزة لقد ارتكبت في حقك خطيئةً لا يمكنني ان اواجهك بها. فقررت ان اجعل حداً لهذه المهزلة بالانتحار. كان واضحاً بالنسبة لمن حضروا المعاينة أن الأمر يت بفتاة وضعت حدا لحياتها ربما بعد ان اصابتها خيبة أمل. كذلك بدا لاغلب من حضر المعاينة. الان على العميد الممتاز محمد الراوي وافراد فريقه ان يكتشفوا سبب انتحار الفتاة ان كان الامر يتعلق حقاً بحالة انتحار. التجارب علمت العميد ألا يصدر الأحكام دون التوفر على الأدلة والحجج. احتفظ بالورقة التي اكتشفت في صدرية الفتاة وسعى الى تحديد هويتها واستجواب محيطها. امر احد اعوانه برفع بصماتها. كانت تبدو فتاةً في ربيعها الثامن عشر. خمن العميد انها ستكون حاصلةً على بطاقة التعريف الوطنية. ان هي كانت من تلاميذ الثانوية. نقلت الجثة الى المشرحة. وفي مفوضية الشرطة نطقت البصمات بهوية الفتاة. اسمها عتيقة بنت ابراهيم السلاوي. من مواليد العام ثلاثةٍ وثمانين في العاشر من مارس. عنوانها حي المعمورة شارع علال الفاسي. تم الانتقال الى هذا العنوان. قابل الباحثون والدة الهالكة السيدة رحمة الوطواطي. و منها مرافقتهم إلى المشرحة. هناك اغمي عليها بعد ان تعرفت على جثة ابنتها عتيقة. دخلت في غيبوبة فقدت إلى المستشفى. بعد ان افاقت بعد يومين تسنى للمحققين أن يستجوبوه. قالت انها طلاقها من والد عتيقة وجدت نفسها في مواجهة التصرفات الطائشة لابنتها. قالت إن غياب الأب أتاح للبنت فرص التصرف على هواها. سألها المحققون عن علاقات عتيقة ردت الأم المكلومة بأنها لا تعرف عنها شيئاً. اضافت ان عتيقة تغيب عن البيت من حينٍ لآخر متذرعةً بحضور دروس الدعم والتقوية. قالت ام عتيقة ايضاً ان ابنتها لم تكن من طينة الفتيات المعلقات على أنفسهن. كما انها لم تكن تعاني من مرضٍ عقلي والى كل ذلك. فانها ليست بالشجاعة التي تقودها الانتحار. قالت إنها تشك في انتحار عتيقة. كان في كلام والدة عتيقة ما يشجع الباحثين على تعميق تحرياتهم في محيطها المدرسي. وقد تم الاستماع الى زملائها وزميلاتها في القسم. وتم التركيز على مجموعةٍ منهم كانوا مثل يتابعون دروساً للتقوية والدعم الفلسفة مدفوعة الأجر كان يقدمها أستاذ المادة. لم يستنتج الباحثون الكثير إلا أنهم توقفوا عند نقطةٍ اجمع عليها التلاميذ. وهي أن عتيق في الاسابيع الاخيرة كانت كثيرة الغياب عن المدرسة. في ثانوية بجوار المشرب لاحظ الباحثون اثاراً حديثةً لعجلات سيارةٍ استوقفت هناك. كانت اثاراً واضحة. وضعوا قوالب لها واستنساخها عليها تنطق بشيءٍ ما. وفي المفوضية قام رئيس مصلحة مسرح الجريمة بفحص تلك الورقة التي اكتشفت في صدرية عتيقة. استرعى انتباهه وجود نقطةٍ يفترض أن تكون نقطة نهاية كلام بعد عبارة هذه المهزلة. بعد النقطة جاءت عبارة بالانتحار. وقد لاحظ أن التي أضيفت بها تثير الشك. تمت الاستعانة بخبيرٍ في الخطوط خلص تأسيساً على ما توفر لديه من مواد ومنها نماذج من خط الهالكة إلى أن الرسالة التي عثر عليها كتبت بخط عتيقة. ولكنه أثار الانتباه الى ان بالانتحار قد تكون كتبت بيد كاتب ما سبقها. ولكن الواضح انها اضيفت لاحقاً. لم تكتب في الوقت نفسه. والدتي العزيزة لقد ارتكبت في حقك خطيئةً لا يمكنني ان اواجهك بها. فقررت ان اجعل حداً لهذه المهزلة. بالانتحار. تلك هي الرسالة. تم اخضاع الحبل الذي علقت به عتيقة لفحصٍ دقيق. وتبين أن جزءه السفلي تعرض لضغط بما يفيد بأن الفتاة ربطت الحبل من رق ثم رفعت لتعلق عند الرشاشة. في الاستنتاج الأولي خلص خبراء مسرح الجريمة إلى أن الراجح أن تكون الفتاة قتلت ثم علقت وأن فرضية الانتحار قد تكون مستبعدة. عصر الاثنين الطبيب الشرعي عملية التشريع. اكتشف أن الفتاة حاملٌ في شهر الثالث. وأنها لم تكن بكراً. ورجح انها ربما ماتت قبل ان تعلق بواسطة الحبل إلى رشاشة حمام مستودع الملابس. في جملة التلاميذ الذين استمع إليهم الباح كانت عائشة المؤدبة الصديقة الوحيدة لعتيقة. قالت انها امنتها على سرٍ قبل أيام. قالت لها انها تواجه مشكلةً معقدة قد تؤثر على مسارها الدراسي. كانت عتيقة وزملاؤها مقبلون على اجتياز امتحان الباك بكالوريا. قالت انها افضت اليها بذلك قبل أيام عندما حضرتا معاً درساً للدعم في الفلسفة من جملة الدروس التي كان يقدمها لهم بمقابلٍ ما لي الاستاذ فاروق المعتوق. لما ألح المحققون على عائشة قالت لهم ان عتيقة أبلغتها بأنها مغرمة بالأستاذ فاروق. الذي بالمناسبة كان يحظى بإعجاب الجميع في الثانوية. اضافت انها شكت مرةً في أن عتيقة اتصل بالاستاذ المعتوق خارج أوقات الدراسة والدروس الاضافية. التحريات التي تم اجراؤها واستجواب الاساتذة لم يمكن المحقق من تسجيل ما قد يسلط الضوء على الأستاذ المعتوق. فقد كان استاذاً مقتدراً يحظى باحترام جميع زملائه. ومع ذلك فإن الباحثين فضلوا أن يدققون النظر إلى حياة الأستاذ كان متزوجاً. زوجته متحجبة وربة بيت ولهم عدة ابناءٍ وبنات. المراقبة التي أقيمت حول الثانوية مكنت من رفض سيارتين لهما عجلاتٌ تتطابق رسومها مع تلك التي استنسخها خبراء مسرح الجريمة. إحداهما. سيارة مدير الثانوية. والثانية أستاذ الفلسفة فاروق المعتوق. لما سئل المدير عما إذا كان يدخل سيارته ساحة المدرسة نفى وقال انه يتوافر على مرآبٍ في مسكنه. كما أنه لم يستعملها خلال الأيام الأخيرة. اما استاذ الفلسفة فقد قال إنه لا يأتي بالمرة الى الثانوية خشية تعرضها للتخريب من قبل طلبةٍ قد لا تسرهم النقاط التي يحصلون عليها. استدعى العميد الى مكتبه التلميذة عائشة المؤدب صديقة عتيقة. في تلك المقابلة الثانية قالت له انها قبل أيام لمست بطن صدي الراحلة رأت به انتفاخاً. أضافت أنها زعمت أن ذلك بسبب الامساك. عرض عليها العميد تلك الرسالة التي عثر عليها في صدرية عتيقة وطلب منها ان كان ذلك خطها. ردت بالايجاب بل انها لاحظت ان الورقة مبتورة لانها من موضوعٍ انشائيٍ فلسفي ساهم في صياغته مجموعةٌ من التلاميذ بإشراف وتوجيه الاستاذ فاروق المعتوق. قالت إنه جمع الأوراق واحتفظ بها. كان موضوع الدرس هو الانتحار. استدعى أستاذ الفلسفة الى الم استقباله العميد وقدم له الشاي في الحقيقة لم يكن يريد أن يكرم ضيافة بل كان يسعى الى الحصول على اثرٍ يمكن من إجراء اختبارٍ جيني. في تلك الاثناء كان رجال مسرح الجريمة قد انتزعوا عجلات سيارة الاستاذ وفحصها ثم اعادتها كما كانت نقوشها تتطابق تماماً مع نقوش أثر العجلات التي أخذت من ساحة الثانوية. وادعى العميد أستاذ الفلسفة. في اليوم التالي توافر دليلٌ آخر على صلة الاستاذ بموت عتيقة. البصمات الجينية للجنين الذى كانت تحمله عتيقة مطابقةٌ بأكثر من تسعةٍ تسعين في المائة البصمات الجينية لأستاذ الفلسفة. لم يبق الآن سوى توقيف الرجل وتفتيش الشقة التي يعطي فيها الدروس الإضافية. كان في طريقه الى الثانوية لما استوقفه المحققون.طلبوا منه ان يرافقهم الى حيث يعطي الدروس الإضافية. كانت شقةً في احد غرفها فراشٌ كبير. اكتشف الباحثون شعيراتٍ تبين لاحقاً انها العتيقة كما اكتشفوا أوراق الإنشاء الفلسفي حول الانتحار. سيق إلى المفوضية. هناك أبلغه العميد الممتاز محمد الراوي بأنه مقبوضٌ عليه من اجل قتله عتيقة بنت ابراهيم السلاوي. واجهه العميد بكل الادلة والقرائن التي تثبت تورطه ولم يكن أمامه سوى الاعتراف. ادعى ان البنت تحرشت به لفترات الى ان تورط مع في علاقةٍ غير شرعية. قال إنه لما علم بحملها خطط للتخلص منها خوفاً على سمعة أسرته. كان الإنشاء الفلسفي حول الانتحار وسيلةً استدرج بها عتيقة لتكتب بخط يدها ما قد يوهم المحققين بأنها انتحرت. اعترف بانه ناولها سماً عجل بموتها. ثم حملها جثةً هامدةً الى الثانوية حيث اكتشفت. اقفل المحضر. وارفق بكل وسائل الإثبات. وأحيل المتهم على النيابة العامة. ملفات بوليسية

سر الجرعة القاتلة عبد الصادق بنعيسى,قصص بوليسية 2021



 في الشهور الاولى التي افتتح فيها عيادته كان زبناء الدكتور محمد البوغازي من الأطفال والنساء والشباب على حدٍ سواء. ولانه كان رجلاً نسوا فقد عمل بالتدريج على التخصص في تقويم أسنان النساء والنساء فقط. كان الدكتور البوغازي يتخذ من عيادته مكاناً لاصطياد النساء الجميلات فالاكثر جمالاً. في يومٍ من أيام الصيف جائت الى عيادته فتاةٌ في ربيع العشرين. كانت تشكو الماً في الأسنان. لما استرخت ونامت بدا له أنها استسلمت. ولما قضى وطره منها فوجئ بأنها لا تتنفس. ملفاتٌ بوليسية. قصصٌ من ملفات الشرطة المغربية. كتبها الأستاذ عبد اللطيف بوحموش. للاذاعة ويقدمها عبد الصادق بن عيسى ملفات بوليسية القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص واحياناً والأماكن وإذا ما وقع اتش أو تطابقٌ في الاسماء او الوقائع فانه من باب الصدفة ليس الا. ملفاتٌ بوليسية. جرعةٌ قاتلة. اختار الدكتور محمد البوغازي الاستقرار بمراكش بعد تخرجه من كلية طب الأسنان في فرنسا. منذ ان كان طالباً بكلية الطب والى أن أنهى تخصصه في تقويم الاسنان كان الدكتور البوغازي يحلم بفتح عيادةٍ له في المدينة الحمراء. كان رجلاً في حب مدينة سبعة رجال. تقويم الأسنان من الاختصاصات التي تستقطب منذ سنواتٍ اعداداً متزايدةً من الزبناء. كثيرون هم الذين لا يطيقون الاعوجاج الذي يصيب اسنانهم لأنه يشكل عائقاً يحول دون النطق السليم او فقط انهم يحلمون بابتسامةٍ تضاهي تلك الثغور التي يرونها في ملصقات الإشهار الخاصة بمعجون الأسنان. في كل الحالات ما العيب في أن تطمح فتاةٌ او شابٌ حتى الى ابتسامةٍ لا تنفر? في الشهور الاولى التي افتتح فيها عيادته كان زبناء الدكتور محمد البوغازي من الأطفال والنساء والشباب على حدٍ سواء. ولأنه كان رجلاً نسوانجياً فقد عمل بالتدريج على التخصص في تقويم أسنان النساء والنساء فقط. وبما أنه كطبيبٍ لا يحق له أن يرفض علاج مريضٍ ما فإنه للتخلص من الزبناء الذكور والأطفال كان يعمد حين اعداد البيان التقديري للكلفة الى المبالغة في الثمن. وكان ذلك كفيلاً بتوفير الكثير من الزبناء. مع مرور الوقت ذاع ان الدكتور محمد البوغازي خبير تقويم الأسنان إن هو طبيبٌ متخصصٌ في تقويم أسنان النساء. في الحقيقة ذلك ما كان يريده ويصبو اليه. ومع مرور الوقت وبالنظر الى السعر المرتفع للخدمات التي يقدمها فقد صارت زبوناته من بنات ونساء الطبقة الميسورة. لم يكن يشك في القدرات المهنية للدكتور البوغازي. خريج كلية طب الأسنان في طبيب اسنانٍ ماهر. في الواقع ساهمت وساهمت في جذب النساء إليه. ذلك ما كان يقال عنه وربما ذلك ما كان يردده هو ايضاً في قرارات نفسه. فضلا عن ممارسته مهنته كطبيب كان الدكتور البوغازي يتخذ من عيادته مكانا لاصطياد النساء. الجميلات الاكثر جمالا الشابات الأكثر شبابا. الطبيب الذي لم يتزوج وهو الآن في مستهل العقد الرابع من عمره لم يكن يفرق بين عازبةٍ أو متزوجةٍ أو مطلقة. وكثيراتٌ هن اللواتي وقعن في شباكه. لعل البعض منهن من العازبات خاصة كن توقن الى استمالة قلبه والانخراط في علاقةٍ معه تنتهي في القفص الذهبي. ربما. ولكن لم يكن يبقي على صلته بالواحدة منهن سوى لبضعة أشهر في اغلب الحالات بضعة أسابيع. كان يدير ظهره للواحدة منهن بعد أن يقضي وطره منها. كثيراتٌ هن ايضاً اللواتي حاول ايقاعهم في حباله فاصطدم برفضهن اللواتي هن من تلك الطينة كان يعجل بالتخلص منهن فيرفع بشكلٍ خرافيٍ الكلفة المتوقعة. أخطر مما سبق أن هذا الطبيب لم يتردد في مراتٍ كثيرة في زيادة كمية المخدر الذي كان يستعمله الى حد تنويم زبونةٍ قد اشتهاها. لما يأخذها الدواء المخدر وتنام عميقاً يغتصبها. كان وهو يقترف جرائمه يأخذ كل الاحتياطات ويحرص على أن لا يترك اثراً أو حجة. كان يستعمل العازل. ولما تستيقظ فريستها فانها حتى لو شكٌ في أنها قد تكون تعرضت لانتهاك حرمة جسدها. فإنها وهي تتحسس المكان لا تجد اثراً. ولأنه عاد الكاتب كان يعمل بمفرده في العيادة فقد استطاع أن يعتدي جنسياً على زبوناتٍ كثيرات. في الخامس والعشرين من مارس عام عشرة وألفين جاءت الى عيادة الدكتور محمد البوغازي سيدةٌ متزوجة. كانت امرأةً جميلة تريد تقويم اعوجاجٍ بسيطٍ اسنانها. لما استقبلها طار عقله. لما اقتعدت كرسي التطبيب حقنها بمخدرٍ موضعي ولكنه بالغ جرعة. وما ان احس بالمرأة الجميلة وقد اصابها الارتخاء حتى شرع في فتح اقفال ملابسها. ولكنها فاجأته إذا قاومته بما بقي لديها من قوة. نهضت من الكرسي ثم سقطت على الأرض. إذ ذاك تلفع بقناع الناصح الامين. وحاول ان يوهمها بأنه عمد إلى فتح ازرار قميصها لمساعدتها على التنفس. لما لاحظ ان المخدر أثر فيها بشكلٍ تخطى الحد المطلوب كذلك زعم. لم تقتنع المرأة. هي موقنةٌ بأن الطبيب الواقف إمام كان يريد بها سوءاً. اخرجت هاتفها من حقيبتها اليدوية واتصلت بزوجها. طلبت منه ان يأتي فوراً الى عيادة الدكتور البوغازي. قالت له انها ليست بحالةٍ جيدة. ذعر الرجل وانتابه القلق. بعد نصف ساعةٍ كان في العيادة ما أن رآه الطبيب حتى بادره بالقول ان زوجته لم تتحمل جرعة الدواء المخدر وانها فقدت وعيها وانه قدم لها الاسعافات الاولية. وأنها ظنت انه يريد بها سوءاً. كان الطبيب بارعاً في التمويه براعته في تقويم الاسنان. لم يكن يشعر بأن سلوكه هو بحاجةٍ الى علاجٍ وتقويم. اقتنع زوج المرأة الجميلة بطرح الطبيب واخذ زوجته وعاد بها الى المنزل. في الثالث عشر من مايو من العام عشرة وألفين آخر النهار حلت زبونةٌ اخرى بعيادة الدكتور البوغازي. كان الجو حاراً. كانت المرأة ترتدي ملابس صيفيةً خفيفة. تعاني من المٍ رهيبٍ ناتجٍ عن تسوسٍ في أحد أطرافها. كانت ملابسها الصيفية تكشف عن بعض مفاتنها. قال للكاتبة ان بامكانها ان تنصرف. حقن جرعة من الدواء المخدر. قام بتنويمها ولما لم تعد في وعيها اغتصبها. حين استيقظت سرعان ما اكتشفت انها تعرضت للاغتصاب. كان هو قد حرص على محو كل أثر وتخلص من العازل بأن ألقى به في المرحاض أتبعه ما يكفي من الماء ليختفي. نهضت المرأة مذعورة يا لها والصدمة توجهت نحو النافذة المطلة على الشارع وبدأت تصرخ بكل ما اوتيت من قوة كانت تستغيث. تحلق جمعٌ من الناس اسفل العمارة العنا مستكشفة مصدر الصراخ. بعد وقتٍ قصير طرق باب العيادة مفتش الشرطة. جاء من الدائرة التي تقع العيادة ضمن نفوذها الترابي. توجهت اليه المرأة وقالت ان الطبيب اغتصبها وطالبت بتسجيل شكايةٍ ضده. أمام مفتش الشرطة سوى ان يطلب من الطرفين أن يرافقه إلى مقر الدائرة. استشار العميد رئيس الدائرة ممثل النيابة العامة. كان يعلم أن استعمال العازل لا يبقى اثراً واضحاً لعملية الاغتصاب. ولذلك بعث بفريقٍ لتفتيش العيادة. عاد الفريق ولم يعثر على شيء. زعم الطبيب أن المرأة ما سعت إلا إلى استرجاع ما دفعته من مال لقاء الخدمة الطبية التي تلقتها. تم تسجيل أقوال الطبيب واقوال المرأة في محضر وتم تقديمهم إلى النيابة العامة التي لم تجد في المحضر يبرر فتح متابعةٍ قضائية. وتم حفظ الملف. الذي حدث ذلك الثالث عشر من مايو كان انذاراً الى طبيب الاسنان البوغازي. كان عليه أن يتوقف ويكف عن حماقاته. صار الآن يقامر بمستقبله المهني. خلال الفترة التي أعقبت الحادث الأخير بدا وقد كف عن اغتصاب زبوناته بعد تخديرها. صار الان يكتفي بالتحرش بالبعض منهن يواقع من تقبل. في يومٍ من صيف ذلك العام جاءت الى عيادته فتاةٌ في ربيعها العشرين. كانت تشكو الماً في الأسنان جاءت تبكي فرط الالم. ناولها مهدئاً وطلب منها الانتظار. لما انصرفت من كان في العيادة أدخلها غرفة الفحص. كان جمال الفتاة لا يقاوم. حقنها بمخدرٍ اقوى من الاول وأشد مفعولاً. لما استرخت ونامت بدا له أنها استسلمت. فتح ازرار ملابسها. يومها نسي استعمال العازل. لم تكن تبدي ردة فعل. ولما قضى منها وطره فوجئ بأنها لا تتنفس. جس نبضها كانت جثةً هامدة. سارع الى كل اثرٍ للاغتصاب. اتصل بمصحةٍ قريبة طلب سيارة اسعاف. اكد له المسعفون أن الفتاة ماتت. كان ضرورياً أن يتم إخبار الشرطة. وجد طبيب الاسنان نفسه مرةً اخرى وجهاً لوجه مع العميد رئيس دائرة الامن حيث توجد العيادة. في المرة الماضية لم يكن العميد قد توصل الى ان يثبت تورط الطبيب بالرغم من انه كان شبه موقنٍ بأنه اعتدى على تلك المرأة. نقلت الجثة الى مستودع الاموات. الفحص الاولي الذي اجراه عليها الطبيب الشرعي أظهر أن الشابة فارقت الحياة نتيجة جرعةٍ مفرطةٍ من الدواء المخدر. أظهرت الاوراق التي كانت تحملها في حقيبتها اليدوية انها تعاني من مرضٍ في القلب. في سياق التشريح أخضعت الضحية لكشط مهبلي أظهر وجود سائلٍ منوي اخذت عينةٌ منه كما أخذت عينةٌ من دم طبيب الأسنان وتم تحليلها في مختبر الشرطة العلمية. كانت النيابة العامة قد أمرت بوضع الدكتور محمد البوغازي رهن الحراسة. بعد مرور اربعٍ وعشرين ساعة. أكدت نتائج التحليلات المخبرية أن السائل المنوي الذي وجد أثره في مهبل الفتاة هو للطبيب. كان دليل ادانةٍ كافٍ. لما احضر الدكتور محمد البوغازي لاخضاعه لاستنطاقٍ معمق رأى العميد أن يتركه بما يريد لم يكن يقاطعه. ولما انهى اقواله قال له العميد اسمع يا طبيب عندي لك اخبارٌ اربعة. الخبر الاول قام الدليل على اغتصابك الضحية. الخبر الثاني انك ناولتها مادة سامة تؤدي عاجلاً إما اجلاً إلى الموت. الخبر الثالث بأنك ستتابع من أجل جنايةٍ مهدت الطريق لارتكاب جنايةٍ اخرى. وعقوبتها الإعدام. أما الخبر الرابع وهذا هو الاهم ان ضحيتك كانت حاملةً لفيروس صمت الطبيب. وفجأةً وقع على الارض مغمى عليه. ملفاتٌ بوليسية.

أسرار جثة في شقة مشتركة #ملفات بوليسية#حلة جديدة الجزء الأول

طقت البصمات هوية صاحبة الجثة يتعلق الأمر بعتيقة براجي مضيفة الطيران المولودة بفاس في العام ثمانين تسعمائةٍ والف. كان قال في موقفٍ حرج. صار من المشتبه فيهم. إذ اكتشفت لديه نسخةٌ من مفتاح الشقة. ربما كان الحال اهون عليه لو تعلق الأمر بسرقة. تأكد الآن أن المرأة الشابة انما ماتت اختناقاً خنقها قاتلها بستار الحمام. أمر العميد بنقل البقال ومساعده الى المفوضية. يتعين الحصول على بصمته الجينية للتحرير. ملفاتٌ بوليسية. قصصٌ من ملفات الشرطة المغربية. كتبها الأستاذ عبداللطيف بوحم هذه الاذاعة ويقدمها عبد الصادق. ملفات بوليسية القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص واحياناً والاماكن واذا ما وقع تشابهٌ أو تطابقٌ في الاسماء او الوقائع فانه من باب الصدفة ليس الله. ملفاتٌ بوليسية. جثةٌ في شقةٍ مشتركة. الحلقة الثانية والأخيرة. توصلت مصلحة التشخيص القضائي بولاية من الدار البيضاء الى تحديد هوية الجثة التي تم اكتشافها في عاشر يوليوز من العام عشرة وألفين في شقةٍ بعمارةٍ تقع في شارع الزرقطوني. مساء ذلك اليوم وقف بباب مكتب العميد محمد العمري عونٌ من مصلحة التشخيص القضائي وبيده تخص الضحية. في نهاية المطاف تسنى رفع بصمات الجثة وإن بصعوبة بالنظر الى الحالة التي كانت عليها. نذكر ان ما اثار الانتباه الى وجودها في الشقة الرائحة الكريهة التي كانت تنبعث منها. نطقت البصمات بهوية صاحبة يتعلق الأمر بعتيقة بن راشد. وهي شابةٌ من مواليد فاس في الخامس والعشرين من مارس من العام ثمانين تسعمئةٍ والف تقيم في حي بوسيجور بالدار البيضاء. ومهنتها مضيفة طيران كانت تعمل لحساب شركةٍ فرنسية. مر بنا في حلقة ان شقة شارع الزرقطوني كان يكتريه رجلان أحدهما يشغل منصب مدير مصلحةٍ في احدى الوزارات. واسمه عباس الفارسي. أما صديقه الذي يقيم بالدار البيضاء فاسمه علي الشرواطي. كانت التحريات التي قام بها الباحثون على رأسهم العميد العامري أفضت إلى أن الرجلين عباس وعلي يتعاملان مع بقالٍ اسفل العمارة المجاورة للعمارة حيث توجد الشقة. علم العميد انهما كانا يستعملان الشقة خمسة وعشرين الموجودة في الطابق الخامس من العمارة لقضاء اوقاتٍ حميميةٍ مع خديلاتٍ انهن من بائعات الهوى المحترفات. كان الرجلان لما يرغبان في استعمال الشقة يتصل الواحد منهما بالبقال يطلب منه تزويد ثلاجة الشقة. كان قد اتفق معه ان يترك الباب موارباً بعد أن يضع البضاعة في الثلاجة. اذ ذاك تتسلل الواحدة من تلك النسوة الى الشقة دون أن تثير الانتباه. كان البقال في موقفٍ حرج صار من المشتبه فيهم إذ اكتشفت لديه نسخةٌ من مفتاح الشقة. ربما كان الحال اهون لو تعلق الأمر بسرقةٍ أو ولكنه يتوفر على شقةٍ عثر بها على جثة امرأة. هذا الموقف جعل البقال يبدي تعاوناً كاملاً مع المحققين. كان يسعى جاهداً الى الانفلات من نطاق الشبهة. صباح اليوم التالي الأحد كان العميد على موعدٍ مع عباس الفارسي. وكان الأخير سعى الى تسخير علاقاته بما يوفر له نوعاً من الحماية. وفي سبيل ذلك اتصل بمدير الشؤون الجنائية في وزارة العدل الذي اتصل بممثل النيابة العامة بالدار البيضاء. وأوصاه خيراً بالسيد عباس لكن دون التهاون في تطبيق القانون. مثل هذه المساعي لم تكن بالامر الجديد بالنسبة للعميد العامري. كان العميد يعي حساسية الموقف الذي يوجد فيه السيد عباس الفارسي. ولذلك كان حريصاً على تفادي تسرب الخبر الى وسائل الاعلام. وصل الرجل في الموعد المحدد. تبدل خطابه أمس واليوم. صار لابقاً بل أن ملامحه كانت تعبر عن نوعٍ من الاستعطاف. سأله العميد عن صلته بعتيقة بن راجي. ولكنه عوض الاجابة عن السؤال مباشرةً راح يشرح حساسية الموقف الذي يوجد فيه ويتسائل عن سيحدث لو علمت زوجته وابناؤه وبناته. في النهاية أقر بأنه كان يتخذ عتيق خليلةً منذ بعض الوقت. وأنه في المرة الاخيرة التي التقاها تركها كدابه في الشقة بعد أن راجعها. كان متفقاً معها على أن تغادر الشقة. أن يكون هو قد انصرف منذ فترة حتى لا يثير الشبهات. كان يطلب إبعاده عن قضية القتل. ولكن العميد اجابه بان بصماته موجودةٌ في كل مكانٍ في الشقة. وذكره بانه لا يحق له ان يغير شيئاً في الملف. لما استمع إلى أقواله طلب منه التوقيع على المحضر. وبعد أن تم أخذ عينةٍ من دمه لاحالتها على المختبر ودعه وطلب منه أن يبقى على استعدادٍ للمثول فور استدعائه. لم يتم وضع عباس الفارسي رهن الحراسة النظرية. ظهر ذلك الأحد في المست البلد للأموات باشر الطبيب الشرعي تشريح جثة الضحية. كان العميد محمد العامري وهو يغالب الارهاق الذي يعانيه يتابع عملية التشريح مرحلةً بمرحلة. وقد أكدت نتائجها الاولى الفرضية التي نطق بها الطبيب الشرعي عند مع  الاولية للجثة. تأكد الآن أن المرأة الشابة عتيقة بن راجي إنما ماتت اختناقاً خنقها قاتلها بفترة الحمام الذي عثر عليه ممزقاً بالقرب من الفراش حيث انتهت مضيفة الطيران جثةً بلا حراك. قال الطبيب الشرعي أن عتيقة تعرضت للخنق اثناء استحمامها. وان جثته تحمل آثار علاقةٍ جنسية. ابعت لكشطٍ مهبلي وأحيل السائل على المختبر للتحليل. أكدت مصلحة التشخيص القضائي ان من بين البصمات التي اكتشفت في الشقة بصمة السيد عباس الفاسي كان رقم بطاقة تعريفه الوطنية كافيا للتحقق من ذلك فقد تفادى العميد احالة الرجل على التشخيص القضائي لأخذ بصماته. قرر عباس أن يمضي ليل الاحد الى الاثنين في ضيافة صديقه وشريكه في الشغل علي الشلواطي. في تلك الليلة لم يغمض للرجلين جفن. ظل يتدارسان كل الاحتمالات يفكران في كل الحلول الممكن منها والمستحيل. كان عباس الفاسي الموظف الثاني يعلم أن العميد قد يستدعي في الغد للمثول أمامه من جديد. من الأمور التي ظلت تحير العميد محمد العمري أن فريق مسرح الجريمة لم يعثر في الشقة على اثرٍ لبصمات البقال. بالرغم من انه اقر بانه كان يدخل الشقة وينقل اليها طلبيات علي الشلواطي او عباس الفارسي. فبادر الى ذهن احتمال ان يكون البقال كان يستعمل القفازات عندما يلج الشقة. أو أنه حرص على محو كل اثرٍ للدخول إليها. ولذلك قرر زيارته من جديدٍ في محله في ساعةٍ متأخرةٍ من مساء الأحد. وبينما كان في الطريق إليه مكالمة من مدير مختبر التحليلات. ابلغه بان ما استخرج من مهبل الهالكة يمثل سائلين منويين أحدهما بعباس الفاسي والثاني لشخصٍ غير معلوم. لما وصل طلب العميد من البقال ان يشخص امامه كيف كان ينقل طلبيات ليضعها في الثلاجة وكيف يغادر الشقة. جاءت اعادة تشخيص مطابقةً تماماً لما سبق أن أقر به الرجل. كان يتناول مفتاح الشقة الذي يضعه في الدرج حيث يضع المال المتحصل من تجارته. يأخذ البضاعة المطلوبة ثم يت الى الشقة يفتح الباب يتوجه الى المطبخ ويضع البضاعة في الثلاجة ثم يغادر تاركاً الباب موارباً. في طريق العودة رافق العميد البقال. ولما وصل المحل لاحظ العميد وجود مساعدٍ للتاجر يكن قد رآه من قبل. كان شاباً يقوم بتنظيف المعروض من الخضر. سأل عنه البقال فأكد له انه مساعده. تقدم العميد من الشاب وسأله عمن يكون. قال انه من اقرباء البقال يساعده منذ عدة أعوام في ترتيب البضائع وتنظيفها كما أنه يحمل الطلبيات الى منازل عددٍ من الزبناء. لاحظ العميد ان الشاب يرد على الاسئلة بسرعةٍ لافتةٍ للانتباه أنه أعدها من قبل وكأنه توقع الاسئلة التي تطرح عليه. وحتى لما سأله العميد أين كان في تلك الليلة يفترض أن عتيق بن راجي تعرضت فيها للقتل رد الشاب بشكلٍ شبه الي انه كان في عطلة. وذهب الى المدينة متفسحاً في شوارعها. لم يكن يتوقع أن يسأله العميد عما اذا كان هو من زود ثلاجة الشقة خمسة وعشرين ذاك المساء. رد الشاب بالنفي. بالنسبة للعميد فان الرجل من حيث لا يدري أكد أنه دخل الشقة من قبل. صار الآن في قائمة المشتبه فيهم شخصٌ جديد هو مساعد البقال. أمر العميد بنقل البقال ومساعده الى المفوضية يتعين على بصمتهم الجينية للتحليل. بعد تدوين أقوالهم في محضرين إخلاء سبيلهما وطلب منهما أن لا يغادرا محل البقالة. في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل اوى العميد الى فراشه ولكنه لم يستطع النوم اذ ظلت القضية تشغل في الصباح اتصل بمدير المختبر يستعجله نتائج التحليلات. كان الأخير قد توصل بها لتوه ابلغه بأن السائل المنوي المجهول الذي استخرج من معدل الجثة إنما هو لمساعد البقال. المدعو موسى الناقور. صار ضرورياً الآن إخضاع موسى لاستنطاقٍ جديد. لما احضر فاجأه العميد بسؤاله عن المرة الاخيرة التي زار فيها الشقة المعلومة. أجاب كما في الاستجواب السابق أنه لم يزورها يوم تعرضت عتيقة للقتل. سأله عن محل سكناه فقال انه غالباً ما يبيت في الدكان كان يستأجر غرفةً في عمارةٍ بحي مولاي رشيد. قال إنه لا يذهب الى تلك الغرفة إلا حين يكون في عطلة. يقتضي التحقيق تفتيش تلك الغرفة. انتقل معه العميد الى حي مولاي رشيد. أخضعت الغرفة الى تفتيشٍ دقيق. لم يظهر ما يفيد البحث. وفي لحظة اخيرة نظر العميد في كأس من البلاستيك كان في الحمام. كانت به شفرات حلاقة مستعملة ومقص ومفتاح. تناول العميد المفتاح لم يكن به صدأ. بالرغم من رطوبة المكان. سأل العميد موسى عن المفتاح فادعى لا يتذكر مصدره. رأى العميد ان المفتاح جديد وقد يكون نسخةً استحدثت من وقتٍ قريب. لما عاد الى المفوضية قارن ذلك المفتاح بمفتاحٍ محجوز والذي كان في حوزة البقال. كانا متطابقين. نقل الى الشقة وتم إحضار البقال. تم استعمال المفتاح المحجوز والذي كان لدى البقال ففتح الباب. ثم تم استعمال المفتاح الذي عثر عليه في سكن موسى. ففتح الباب. اتصل العميد بعباس الفارسي وابلغه بما جد في القضية.  قال له ظهر ما يبعد عنك جناية القتل. ومع ذلك فانه يتعين عليك الحضور الى المفوضية مصحوباً بزوجتك للاستماع الى شكايتها المحتملة. في شأن الخيانة الزوجية التي تظل متابعاً فيها. أدلى موسى النقور باعترافاتٍ مفصلة. انه لاحظ تردد نساءٍ حسناوات على الشقة خمسة وعشرين. وقبل بضعة اشهر تمكن من استنساخ المفتاح كان يستغل الشقة للقاء بفتياتٍ أغلبهن من الخادمات في تلك العمارة. لما رأى عتيقة انتظر ان يذهب عباس الفارسي. ولما تسلل الى الشقة. كانت عتيقة في الحمام. باغتها حاول الإمساك بها من الخلف. قاومت قاومت بقوة. امسكت بستارٍ بلاستيك للحمام وخنقها به. كفت عن المقاومة. جرها الى الفراش. راجعها وتركها ملقاةً دون غطاء ثم غادر المكان. كان العميد على موعدٍ صباح الثلاثاء مع عباس الفاسي وزوجته لإقفال الملف. ولكنه لم يأت في الموعد. اتصل به على هاتفه المحمول. لم يكن يجيب. ولما به في مكتبه إجابته الكاتبة قالت انه مات أمس في حادثة سير. علم العميد لاحقاً أن عباس الفاسي لم يتقبل ضرورة إحضار زوجته الى المفوضية كان يخشى الفضيحة. كانت القضية تهيمن على كل حواسه. لم وهو يسوق سيارته على الطريق السيار بين الرباط والدار البيضاء أنه يسير بسرعة مائةٍ وثمانين كيلو متراً في الساعة. في لحظة حاول تجاوز شاحنة. ولكنه تنبه إلى أن سيارةً أخرى كانت بصدد التجاوز. اصطدمت سيارته الشاحنة. لم يتبقى منها سوى صندوق الامتعة. والكراسي الخلفية. ملفاتٌ بوليسية.

مساحة إعلانية 970x90